http://www.youtube.com/watch?v=wYTEr8yzxzA
1- تذكر القاعدة الذهبية التالية: لا تفكر في الانفصال إن لم يكن لديك ثروة معدنية، ومن الأفضل أن تكون بترولية. وإذا لم تكن تملك ذلك فعلى الأقل أن تكون المنطقة التي تنوي الانفصال بها ذات أهمية استراتيجية، أو تقع في خاصرة نظام معاد للغرب. وغير هذه الاحتمالات لا مجال للحصول على التأييد الدولي لمشروعك الانفصالي. فإن كنت تعتاش من زراعة البندورة، أو كان النظام الذي تعيش في ظله تابعاً للغرب فلا تفكر في مشروع الانفصال.
2- إذا تحقق لديك الشرط الأول فيمكنك ان تنتقل للخطوة التالية، إذ يتوجب عليك لتسير بمشروعك الانفصالي أن تخترع مظلومية ما، إما عرقية إذا كان هناك اختلاف عرقي مع شركائك في الوطن، أو طائفية إن كنت من طائفة مختلفة، أو مظلومية لونية إن كنت من لون آخر، أو مظلومية جسدية، فمثلاً إذا كان أبناء اقليمك قصار القامة فقل إنهم مضطهدون لهذا السبب، وأن نساء بقية الوطن لا يقبلن الزواج من قصار القامة، أما إن كان العكس فقل إنكم مضطهدون لطول القامة، وأن النظام حريص على تصميم البيوت والأبواب لتناسب قصار القامة، وهذا اضطهاد صريح لكم. اخترع أي سبب، مثلاً قل إننا نأخذ قيلولة بعد الظهر والتلفزيون الرسمي استضاف طبيباً قال إن هذه عادة غير صحية. أو قل إننا نرتدي (الدشاديش) والنظام لا يسمح للموظفين سوى بارتداء البدلة الرسمية. لا تكترث، اخترع أي سبب وعلى الفور ستتجند وسائل الإعلام الغربية وتبدأ الحديث عن مأساة الشعب القصير في القوم الطوال أو بالعكس، أو عن اضطهاد (الدشاديش) من قبل (الطقم) الرسمي، وحالاً سينضم للحملة مثقفون من أبناء جلدتك ويبدأون الندب على مصير طوال القامة أو قصارها، وستستضيف محطات التلفزة الغربية خياطين غربيين يتحدثون عن الدشاديش وفضائلها، ويخرج مصمم أزياء غربي يستوحي الدشداشة في تصاميمه ويخصص ريع ملبوساته لدعم نضالكم، وسينضم نجوم هوليوود إلى الجوقة.. لا عليك، ما أن تبدأ حتى ينتفخ البالون، وبسرعة، المهم أن تبدأ.
3- وأرجو أن تنتبه الى هذه النقطة لأنها جد هامة: بما أنك تسعى للانفصال في الحاضر والمستقبل فعليك أن تُعمّق الانفصال ليصل إلى الماضي. عليك أن تخترع لإقليمك تاريخاً منفصلاً عن بقية الوطن، وأن تخترع رموزاً خاصة، وحضارة خاصة، ليظهر وكأن شراكتك مع الآخرين في العروبة والإسلام لمدة ألف وخمسمائة عام إنما هي شراكة عابرة، بضع سنين شراكة يقابلها آلاف من التاريخ المنفصل. وإليك باختصار الوصفة التي يجب أن تتبعها: ابحث عن حجرتين قديمتين سابقتين للإسلام، ثم قل إن أسلافك هم من بناها وعلاّها، وبعدها سيأتي علماء الآثار الغربيون ليتكفلوا باختراع حضارة وهمية زاهية سابقة للإسلام ومتحللة من العروبة، ثم يضعونها في تناقض تناحري مع العروبة والإسلام.. قل إن شعبك يعود بنسبه إلى الآريين وهذه أسهل طريقة لتلتحق بأوروبا والغرب، وقد فعلها قبلك الشاه البهلوي وللأسف فقد استولى على الاسم الذي كان يمكنك أن تستعمله (أرض الآريين).
4- ابدأ بشتم الحضارة العربية الإسلامية بمناسبة وبدون مناسبة وعلى كل المنابر، فحتى لو كان النقاش عن الاحتباس الحراري فعليك أن تقول على الفور: إن الغزاة البدو العرب الذين حملوا دينهم العنيف واحتلوا أرضنا هم المسؤولون عن هذه الظاهرة.
سارع لتطبيق هذه الوصفة لأنك إن لم تفعلها فسيفعلها غيرك، فكثرٌ يطمحون إلى ما تطمح، إقليم منفصل تابع للغرب تتربع على رأسه أنت وثلة من أمثالك تقومون بدور الوكيل المحلي للغرب فتسلبون وتنهبون وتراكمون الأرصدة في البنوك السويسرية كما تريدون". انتهى الاقتباس.
كلمات صادقة تصف عصرنا العربي الراهن، عصر الفوضى المبدعة التي تيسّر للآخرين سبل استعمارنا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق